أثر التعلم فى الإنسان


كتب د/ فوزى على احمد


       تقترب رحلة المتعلم من ربع قرن، وقد تزيد على الثلاثين إذا كان ممن حصلوا على الدكتوراه فى أربع مراحل، أقواهم أثرًا وأعمقهم تأثيرًا مرحلة البدء ومرحلة الختام- مقارنة بالمرحلتين الأخريين- فى المرحلة الابتدائية يأتيها الطفل، ولا يصدق عليه وصف كما يصدق عليه وصف( أمى )نسبة إلى الأم، وهى الحالة الأولى التى جاء عليها إلى الدنيا، وهنا يشرع الـمعلم فى تشكيل هـذه الـعـقـول، وتوجيه هـذه النفوس، وتـطـويع هذه الأعـصاب؛ لتأخذ وتعطى فى معـترك الحياة ومـصطرع الأحداث؛ فـتنتهى به المرحلة وهو صبى قادر على أن يتواصل مع مجتمعه، ملم ببعض مبادئ العـلوم. والنقلة بعيدة بين بدايـة الـمرحلة ونهايتها عـند من يتأملها. أما المرحلة الجامعية فـقد جـاءها الـطالب منتقلًا مـن شـتات العموم إلى انـضباط التخصص، ومن سـطحية الـفكرة وضيقها إلى عمق الفكرة وشموليتها. قد جاء الجامعة وهو منصهر بنار الشباب، مـتـقد برغبة التعلم، قابل للـطرق، مطاوع للصياغة - إن جاز التعبير - فتسمو هذه الشخصية يومًا بعد يوم وحدثًا بعد حدث، فـتتـضح سماتها، وتستقيم معالمها؛ وتبرز إلى الوجود بمقوماتها الخاصة وقيمها الواضحة وطابعها المميز، وهى قادرة على الـقـبول والـرفـض مـن مـنطلق عـقـلى وعلى أسـاس عـلـمى.

رحم الله من علمونا، وجزاهم عنا خير ما جزى نبيًّا عن أمته ورسولًا عن دعوته !


المصدر : صفحته الشخصة على الفيس بوك

https://www.facebook.com/profile.php?id=100005020685425

إرسال تعليق

0 تعليقات