حجازة بين الشيخ الجيلانى والشيخ احمد بن إدريس






حجازة بين مجددين: الشيخ محمد الجيلاني والشيخ أحمد بن إدريس




 تقع حجازة، تلك القرية ذات التاريخ العريق في قلب مصر العليا، والتي لا تزال تحتفظ بجمالها البسيط وسحرها الريفي، على صفحات التاريخ كمنارة للعلم والدين.


شهدت هذه القرية مرور العديد من العلماء والمجددين الذين تركوا بصماتهم العميقة في تاريخها، ومن بين هؤلاء العلماء البارزين، تبرز أسماء الشيخ محمد الجيلاني والشيخ أحمد بن إدريس، الذين كان لهما تأثير كبير على الحياة الدينية والفكرية في القرية، بل وفي مصر والعالم الإسلامي بأسره.


الشيخ محمد الجيلاني
: رائد التجديد والإصلاح الجيلالي بن أحمد بن المختار السباعي الإدريسي، هو فقيه ومجاهد وشاعر مغربي، ينحدر من قبيلة أولاد أبي السباع فخدة العبيدات وينتسب إلى عامر الهامل الإدريسي الحسني. وُلد ضواحي مدينة مراكش، وحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة. درس عند عدة علماء مغاربة وتلقى عنهم العلوم الشرعية وعلوم اللغة، وجمع كثيرًا من العلوم مع اتساع الحفظ والباع في الأنظار والمفهوم. اشتهر بمقاومته الحملة الفرنسية على مصر سنة 1799م، وتأسيسه جيش الحجازيين.


كان الجيلاني بن أحمد المختار السباعي شخصية بارزة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وهو معروف بجهوده الكبيرة في تجديد الفكر الديني ونشر التعليم في المنطقة. وقد لقبه علماء عصره بمجدد القرن، إذ لم يكن تأثيره مقتصرًا على الجانب الديني فقط، بل امتد ليشمل المجال السياسي أيضًا. فقد واجه بفكره وعلمه وكفاحه جيش الشرق بقيادة نابليون بونابرت، وكان من أبرز الأسباب في خروج الحملة الفرنسية من مصر. بفضل جهوده، أصبحت حجازة مركزًا للعلم والثقافة، وجذبت إليها العديد من العلماء والمفكرين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي. استشهد الشيخ الجيلاني بحجازة وله ضريح موجود بها حتى الآن بمندرة آل الشيخ بحجازة.


 الشيخ أحمد بن إدريس: الفقيه والمفكر في الجانب الآخر من هذا التاريخ المضيء، نجد الشيخ أحمد بن إدريس العرائشي اليملحي العلمي الحسني، الذي وُلد في قرية ميسور بالقرب من فاس بالمغرب في سنة 1163هـ (1750م).

تربى في بيئة علمية وتعلم في مدينة فاس حيث قرأ الفقه والتفسير والحديث. أسس الشيخ أحمد بن إدريس الطريقة الإدريسية، المعروفة أيضًا بالطريقة الأحمدية، التي تعتمد على تصوف سني يتسم بالزهد والورع وتكريس النفس للعبادة. في سنة 1214هـ (1799م)، رحل الشيخ أحمد بن إدريس إلى مكة المكرمة، حيث أقام هناك لمدة ثلاثين سنة تقريبًا.


ثم انتقل إلى المخلاف السليماني واستقر في صبيا، حيث عاش ودفن هناك بعد وفاته في سنة 1253هـ (1837م).

كان لأحمد بن إدريس العديد من التلاميذ البارزين الذين نشروا تعاليمه وأفكاره، وأبرزهم السيد إبراهيم بن الشيخ السيد صالح الرشيدي، الذي جمع كلام الشيخ وأقواله ومروياته في كتاب سماه «العقد النفيس». تأثير المجددين على حجازة تأثير الشيخين الجليلين لم يقتصر فقط على الجانب التعليمي والديني، بل امتد ليشمل النواحي الاجتماعية والثقافية والسياسية أيضًا. بفضل جهودهما، أصبحت حجازة مركزًا للعلم والثقافة والمقاومة الفكرية والسياسية، وجذبت إليها العديد من العلماء والمفكرين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.

تشير كثير من الوثائق إلى أن الشيخ أحمد بن إدريس قاد حركة التمرد والثورة ضد محمد علي، وكان له دور كبير في بروز قيادات فكرية وحركات إسلامية من عباءته، مثل الحركة السنوسية التي انتشرت في العالم الإسلامي. الشيخ محمد الجيلاني والشيخ أحمد بن إدريس تركا إرثًا لا يزال يتردد صداه في حجازة حتى اليوم. فبفضلهما، تطورت القرية وأصبحت منارة للعلم والدين، ومثالًا يحتذى به في التجديد والإصلاح والمقاومة. حجازة، تلك القرية العريقة في قلب مصر، استطاعت بفضل جهود المجددين والعلماء الكبار مثل الشيخ محمد الجيلاني والشيخ أحمد بن إدريس، أن تحافظ على هويتها وتاريخها العريق. واليوم، تظل ذكراهما حية في قلوب الناس، كمثال للعلم والإخلاص والعمل الدؤوب من أجل نهضة الأمة ومقاومة الظلم والاستبداد. بفضل هؤلاء العلماء العظام، تحولت حجازة إلى رمز للتجديد والإصلاح، وتستمر في إلهام الأجيال المتعاقبة بالعلم والنور. لمزيد من المعلومات حول شخصية ودور الشيخ الجيلاني الرجوح لكتابنا حول الشيخ

إرسال تعليق

0 تعليقات