حين تحملك نسائم الحنين الى حجازة وتمتطى صهوة اشواقك متجها اليها تسابق الذكريات راكضا فانك سوف تدخلها من الشمال او الجنوب او الغرب وفى كل الحالات فانك سترى حجازة الامنة باسمة الثغر تتسربل فى حرائر الحياء تمشى على استحياء كما يمشى الوجى الوحل وجوه طيبة تناديك تشعر انك تعرفها منذ زمن تلقى السلام فتسمع(تفضل) وستظل ماشيا حالما كملك قادم على اجنحة الفراش
وفجأة
وهنا نريد موسيقى تصويرية نحاسية مزعجة لان المشهد قد تغير الى النقيض فجأة ستجد نفسك فى السويقة وما ادراك ما السويقة انها الصليبة كما يسميها الشباب الروش
السويقة هى ميدان رئيسى فى قريتنا حجازة وهى العاصمة التجارية لها والواجهة الحضارية والمترجم لشفرات ثقافة السوق بمعناه الانفتاحى الجديد امامها يمر شريان القرية الرئيسى وهو ترعة تسقى جميع اراضى القرية وعن يمينها بائع الثقافة والادب وحوله اسراب النحل القادم لاستنشاق الرحيق من اوراق الزهر الابيض وعن يسارها توجد المقاهى والمحلات التجارية ومقاهى السويقة تحمل التناقض الواضح فى
تخصصاتها فهناك مقهى
للموظفين ومقهى للساقين ومقهى للشباب
وفى
الداخل يوجد القلب النابض حيث توجد المحلات والزحام والضوضاء وبائعوا (الذهب الاحمر)الا وهو(اللحم) فبعد ان وصل سعره الى خمسة
وثلاثون جنيه
استحق
ان يباع بالجرام ويصنف من اغذية الصفوة ويباع كبسولات فى حالات النقاهة وبعد العمليات
الجراحية هذه هى السويقة مهبط الطامحين الى الثراء والعاشقين للضوضاء والقادمين للشراء هى صليبة حجازة
وهى قاع المدينة بكل قسوته وحنانه فيها النقيض مع النقيض يدخلها المثقفون مع القوادين مع اللصوص ويمشى فيها
التاجر بجوار المتسول
والمتعلم
بجوار الامى والمجرم بجوار المخبر والدكتورة بجوار فتاة الليل فيها المطاعم والاكل
الحلال وفيها طيور الليل وكل انواع الحرا م مسجدها عامر وحوله خراب شيوخها يحرمون
ما حرم الله وبعض شبابها يحللون ما حرم الله هى مهبط للطيور العائدة ومطار
للطيور المهاجرة
موقفها عامر دائما
بضحكات
القادمين ودموع المغادرين
السيارات
فيها كموج البحر لا تعرف هل هو ذاهب ام عائد هى صاحبة اغرب مدخل واصعب موقف واقذر تربة التراب فيها لاينقشع ابدا فالناس
هناك لا يتنفسون الهواء بل تراب عجلة الحياة التى لا تهدأ هى المكان الوحيد الذى يحرص الغالبية على الذهاب اليه
مصطحبين الهراوات(الشوبة
او الخيزرانة) لماذا ؟؟!!اسألوهم!! هى صليبة المؤامرات والحكايات والفحش والرزيلة
فكم من جريمة خرجت منها ونفذت فيها وكم من كلمات بذيئة تقتحم اذنك وانت عابر فيها
وكم يمين مغلظة
يقذفه
فى وجهك بائع فاسق ليبيعك بضاعة بجنيه ويشترى به النار وبئس المصير
هى
ارض السياسة والسياسيون فيها يجتمعون ويحلمون ويحلبون الاحلام
من
ضرع البلد وهى
ملتقى الاحبة فمن غاب عنك مدة واردت ان تمسكه فانتظره هناك فلا بد ان ياتى اليها فهى
العاصمة وهى ارض الاشاعات ولا توجد اشاعة لم تخرج منها او تشارك فيها او على علم بها هى ارض العصبيات
والانقسامات وهى قلب حجازة النابض بالحياة اننى لا اقصد بكلامى هذا سكانها فهم
ويالا العجب من احسن الناس اننى اقصد من جاؤها حاملين احلامهم وعلومهم ودينهم واموالهم وغرائزهم
وشياطينهم ودخلوها كل
يغنى على ليلاه هذه هى السويقة مشتقة من كلمة سوق
0 تعليقات
شاركنا تعليقك، وتذكر انك محاسب امام الله على ما تكتبه