مقاومة الصعيد والحجازيين للحملة الفرنسية

  • forsan ‎hajaza



  • كتب المؤرخ طه حسين الجوهرى

    قدوم المجاهدين من بقلم اخي العزيز ابو الحسن الشيخ فى المقال السابق حين ذكرت
    ( حيث رصدت المدونات التي كتبت بخط اليد مقاومة الصعيد والحجازيين للحملة الفرنسية وإغراق الأسطول الفرنسي في 3 مارس من عام 1799م )

    وقد فهم أن الحجازيين لفظ أطلق على أهل حجازة مما جعل بعض الإخوة من باقى البلاد يتساءلوا وأين نحن من ذلك . ولكن اللفظ يرجع الى المجاهدين القادمين من شبه الجزيرة العربية للمقاومة فحين سمعوا بقدوم الفرنسيين لاحتلال مصر توافدت الجموع للجهاد بقيادة الشيخ الكيلانى فقد كان هو قائد المجاهدين الحجازيين كما ذكرت المصادر أن وفود كثيرة أتت من الحجاز وخاصة من قبائل جهينة وحرب حيث بلغ عدد المجاهدين من قبيلة جهينة حوالى 5000 ومن حرب حوالى 2000 وقد لاقت القوات الفرنسية هزيمة نكراء على يد الجهاينة فى شمال الاقليم حتى سميت الموقعة باسم القبيلة جهينة وسميت البلد كذلك
    وقد كان أقرب طريق حينها هو الطريق المار بحجازة حيث يعتبر طريق حجازة أشهر طريق يؤدى الى الحجاز حتى الملك فؤاد وابنه الأمير فاروق ولى العهد حينها قد مرا بحجازة أثناء ذهابهم لأداء فريضة الحج ثم توافدت الجموع وقد كانت تتم اجتماعات فرسان المماليك ورجال الصعيد والحجازيين ( القادمين من الحجاز ) فى حجازة الجهة الجنوبية بمنطقة ((( تسمى الجطة )))
    الجطة هذه تقع فى منطقة الجنوب الشرقى لحجازة

    بعد معركة انبابة والتى هزم فيها المماليك هزيمة ساحقة وجدنا ان القائد المملوكي ( مراد بك ) قد فر منهزما امام الجيش الفرنسى , واتجه بفلول جيشه الى الصعيد , ليكون بعيدا عن هجمات نابليون , وقصد الى الفيوم , واستقر عند ناحية ( البرنسا ) ولحق به المماليك , الذين لم يرضوا ان يتبعوا ( ابراهيم بك ) فى فراره الى سورية , ولم يفكر مراد بك فى مقاومة الجيش الفرنسى مقاومة جدية , بل معظم مالقي الفرنسيون فى الصعيد , انما نالهم من الاهلين و الحجازيين
    حيث صرح نابليون فى مذكراته أن الصعيد والحجازيين والذين لم يكونوا فى الحسبان قد حطما أحلامه تجاه الشرق الأوسط
    محمد الكيلانى هو الذى اخذ على عاتقه عبء الدعوة فى الحجاز الى الجهاد فراح يحث الناس على الجهاد , مستعينا باخيه ( طاهر ) وابن اخته ( حسن ) , مما اتاح للجيلانى ان يكون اسطولا صغيرا وعددا من المقاتلين الحجازيين , امرهم بالتحرك من ميناء ( جدة ) الى ميناء ( القصير ) وفى الوقت نفسه , وصل اسطول فرنسى صغير بغية احتلالها , فانهالت عليه ضربات الحجازيين , ولشدتها قفل راجعا الى السويس ,
    كان الجنود الفرنسيين يتمركزوا فى حجازة للسيطرة على طريق البحر الأحمر وهناك حادثة شهيرة حيث أنهم قد حظروا التجوال بحجازة وكان الشيخ اسماعيل على عبيد وقد كان رحمه الله شابا ذواثنين وعشرون عاما كان يسير فى وقت حظر التجوال تقريبا بمنطقة السويقة حاليا فقام الجنود الفرنسيين بتثبيته وطلبوا منه الوقوف فلم يتوقف فبادروه باطلاق النار عليه وتوفى ووجد عائما فى المياة فى نفس المنطقة المدفون بها حاليا غرب الترعة أمام صيدلية الدكتور على فاروق
    فى تلك اللحظة فكر السيد الجيلانى فى نقل السلاح سرا الى حجازة حيث أن التواجد الفرنسى كان حائلا بين أماكن اجتماعات المجاهدين وفرسان المماليك وبين السلاح
    وكان الاجتماع بالجطة يضم
    - الحجازيين (الوافدين من الحجاز )
    - فرسان المماليك وأمراءهم
    - المغاربة القادمين من بلاد المغرب للجهاد
    - أتراك
    - غز
    - أهل الصعيد وحجازة

    ثم انتقل الجيلانى ومن معه الى حجازة وتمركزوا بالجطة والجطة هذه تقع فى الجنوب الشرقى لحجازة , ثم انضموا الى جيش ( مراد بك ) الذى كان يعد هجوم كبير على الفرنسيين , وبالفعل دارت فى 22 يناير فى ( سمهود ) معركة عنيفة , اثبت فيها المجاهدون الحجازيون قوة وصلابة فى مواجهة الفرنسيين, واستشهد حوالى مائة رجل منهم , ورجع الباقون الى قنا , وفى 12فبراير شن المجاهدون الحجازيون ومعهم عدد كبير من الاهالى على مراكز ( الفرقة 61 ) فى قنا هجوما شرسا , جرح فيه قائد الفرقة الفرنسية( كونروا ) وفى اليوم التالى كثف الحجازييون والاهالى الهجوم على القوات الفرنسية , التى بادرت فى الرد باستخدام المدفعية , مما انزل بالحجازيين هزيمة كبيرة , وبالرغم من قوة نيران المدفعية فانهم لم يستسلمو , بل استبسلوا فى المقاومة غير مكترثين بضعف امكانيتهم وسؤ حالهم وبعد ان فقدوا ثلاثمائة شهيد , انسحبو الى قرية ( ابو مناع ) بقنا , واخذ الشيخ الجيلانى يقوى من عزيمة رجاله , واستطاع بحماسه الدينى ان يثير سكان الضفه اليمنى للنيل , فحملو السلاح وانضمو اليه , فتمكن من ان يكون جيشا من العربان والفلاحين و المماليك اضافة الى الحجازيين, وفى 17 فبراير تقدم الجنرال ( فريان ) الى قرية ( ابو مناع ) فوجدها مزروعة بالمسلمين بقيادة السيد الحسن , ووجه الفرنسيون طلقات مدافعهم عليهم , ولم يستطع هؤلاء تحمل ضربات القنابل طويلا ففر عدد منهم الى الصحراء وبلغ عدد القتلى من الحجازيين فى هذه المعركه اربعمائة شهيد.
    فى 30 فبراير كان جنرال ( ديزيه ) يتحرك فى قوص فى طريقه الى اسيوط , وكان الاسطول تحت قيادة القومندان (موراندي ) ويتالف من اثنتى عشرة سفينة محملة بالمدافع و الذخائر و المؤن , تتقدمها السفينة الحربية ( ايطاليا ) التى كانت ذخائر نصف ( الفرقة 61 ) وبعض الرجال المسلمين , وبينما كان الاسطول الفرنسي يسير فى النهر , اعترضه رياح شماليه عاصفه . اضطرته الى التوقف عند ( ابنود ) وقد استغل الجيلانى تدخل الطبيعه هذا فقام مع قواته وبمعاونة عدد كبير من الاهالى , بمهاجمة السفن فرد السفينة ايطاليا باطلاق قنابل مدافعها فقتلت العديد من الحجازيين و الاهالى ولكنها لم تفت فى عضدهم , وهاجمو السفن و القوارب الصغيرة , واستولو عليها وافرغوا شحنتها من المؤن و الذخائر وقطع السلاح اللازمة لهم , ثم ركبوها و قصدوا الاستيلاء على السفينة ( ايطاليا ) وعندما راى ( موراندي ) ان المجاهدين الحجازيين قد صعدوا على ظهر السفينة , امر باشعال النار فى مستودع البارود فيها, والقى هو ورجاله بانفسهم فى النيل , حيث قتلوا بوابل من الرصاص , وقد كانت خسارة الفرنسيين فادحة , حيث لقى اكثر من خمسمائة جندى فرنسى حتفهم , ناهيك من فقدهم لكميات هائلة من الذخيرة و السلاح , ونستطيع بعد هذا ان نزعم , انها كانت افدح خسارة منى بها الجيش الفرنسى فى الوجه القبلى , مما اجبر ’’ بليار ’’ للاسراع نحو الشمال , فوصل ’’ ابنود ’’ فى 8 مارس , والتى كان الحجازيون والاهالى قد تحصنو فيها , ونصبوا المدافع التى غنموها من الاسطول الفرنسى , وقد بادرهم المجاهدون بوابل من النيران تلك المدافع , ففتكت بهم فتكا زريعا , وفى غمرة هذه الظروف القاسية , امر ’’ بليارد ’’ باحراق ابنود , بيد ان الحجازيين ظلو صامدين ولم ينسحبوا , بل تجمعو فى منزل حصين لكاشف القرية , وظلو يقاتلون من داخله , فامر ’’ بليار ’’ باحراقه , بعد ان قتل من جنوده ستين وجرح مثلهم , وكما ينقل ’’ كرستوفر هيرولد ’’ عن بليارد ( راح الحجازيين يخوضون النيران كانهم الشيطاين خرجت من الجحيم , وانا اشهدهم بمزيج من الرعب والاعجاب , وتخللت المشهد فترات من السكون , تسمع فيها صوتا واحدا يصلي , وتسمع رد الجماعة بالاناشيد الدينية وصيحات الجهاد , ثم يلقون بانفسهم علينا رغم يقينهم من انهم ملاقون فى ذلك حتفهم )
    ورغم ما لقيه الحجازيون , فقد ظلوا يقاتلون , ومع جنوح الليل , تمكن الجيلاني ومعه عدد كبير من اختراق الحصار , بعد ان فتحوا ثغرة الى قرية ’’ عنبر ’’ وهناك انضمت اليهم القوات المملوكية بقيادة ’’ حسن بك الجداوى ’’ ورفيقه ’’ عثمان بك حسن ’’ وبالقرب من بئر عنبر على الطريق بين قنا والقصير , وقعت معركة عنيفة بينهم وبين الفرنسيين , وكانت خسائر الفرنسيين فيها كبيرة , حيث قتل 44 جندى وجرح 20 جنديا , بيد ان المماليك قد انسحبوا كعادتهم , فانقلبت الموازيين لصالح الفرنسيين , وانسحب الجيلاني الي قرية ’’ حجازة ’’ حيث لفظ انفاسه الاخيرة ’ بعد ان اثخنته جراحه فى معركة ’’ ابنود’’ وتفرق الحجازيون من بعده ’ وظل عدد قليل منهم بقرية حجازة

    يقول ( دومينيك دي بيترو ) :- يجب ان نعترف صادقين مع انفسنا . اننا لم نشهد ابدا منذ قدومنا الى مصر , مقاومة بهذا العنف وبهذه الضراوة ).

    وما توصلنا اليه من شهداء حجازة تلاتة شهداء سنوافيكم بأسمائهم كاملة فى وقت قريب
    قصص المقاومة فى الصعيد كثيرة جدا وهذا غيض من فيض
    شكر واجب
    من لم يشكر الناس لن يشكر الله ومن هذا المنطلق أشكر الأستاذ خالد محمد على خالد محمد على أستاذى ومن له الفضل الأول بعد الله سبحانه وتعالى على فى أن أقرأ واطلع فى التاريخ وحببنى فيه وكان ولا يزال داعما حقا لى كما أشكره فيما أمدنى به من معلومات ليست الآن فحسب ولكن طوال حياتى وليس فى هذا الموضوع فقط