عويس عبيد الجوهرى

*خواطر حول فقدان جوهرة الجواهر* وفاة الأستاذ عويس عبيد. الأستاذ عويس عبيد- ابن عائلة الجواهر بقرية حجازة- الموظف بالسجل المدني بمركز قوص. إنه النموذج الطيب للموظف الخدوم الخلوق الذي ترك لنا ذكرى لن ننساها ما حيينا. أشهد الله عز وجل أني أحب هذا الرجل، فما قابلته يوماً إلا وأجده مبتسمًا بشوش الوجه رحمه الله. كنت دائمًا ما أسمع عن الأستاذ عويس من أبي الذي كان دائمًا ما يثني عليه خيرًا، بل منذ أن كنت صغيرًا لم أسمع سيرته من أحد إلا ويثني عليه وعلى فعله خيراً رحمه الله. حينما أصيب بالمرض الذي أصابه قبل موته، ذهبت لزيارته فتعجبت من كثرة زائريه من شتى العائلات والقبائل. وحينما توفاه الله عز وجل رأيت الكثير ممن يدعو له بالرحمات والدعوات التي تنهال عليه رحمه الله. سمعت عن جنازته أنها كانت مهيبة حضرها أناس كثيرون، وحقيقة حزنت كثيرًا لعدم حضوري جنازته رحمه الله. وقفتي هنا: ما الدافع الذي يجعل بلدة غالبها.. حينما يسمع بمرضه يذهب لزيارته والاطمئنان عليه وعلى صحته؟! وما الذي يدفع أناس كثيرون يحزنوا لموته ويتألموا لفراقه؟!. ماذا كان يفعل هذا الرجل لكثرة محبيه؟ كان يخدم أهل بلدته ولا يفرق بين أحد منهم، كان موظفًا يبذل ما في وسعه وطاقته. ووقفتي هنا أن خدمة الناس عبادة، خدمة الناس دين أُمرنا به. فلقد تحقق فيه الأثر الذي يقول: " خير الناس أنفعهم للناس". ونحسبه كذلك والله حسيبه. رسالتي لمن تولوا مصالح الناس.. هل سألت نفسك يومًا حينما تموت هل سيحزن الناس على فقدك؟ أم سيفرح الناس لموتك؟. رسالتي لمن تولوا أمور الناس وقضاء مصالحهم تذكر قول النبي صلى اله عليه وسلم: اللهم من ولي من أمر أمتي أمراً فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمتي أمراً فشق عليهم فاشقق عليه. خالص عزائي لأهالي قرية حجازة عامة، وعائلة الجواهر خاصة فإنكم قد فقدتم رجلًا حين قل الرجال الذين ييسرون على الناس. سبحان الله.. فشتان شتان بين من يُذكر اسمه فلتهج الألسنة بالدعاء له، لما فعله تجاه الناس من تفريج كروب وقضاء مصالح. ومن يذكر اسمه فتلهج الألسنة بالدعاء عليه لما اقترفه في حق الناس من تعسير وتعطيل مصالح. اللهم ارحم عبدك عويس بن عبيد واربط على قلب أولاده وأهله. اللهم اجعل ما فعله في الدنيا مع أهل بلده في ميزان حسناته. اللهم اجعل ثناء الناس عليه رحمة له وغفرانا له.

إرسال تعليق

0 تعليقات