النوم جنة الحالمين وجحيم الظالمين وراحة الكادحين ,سحابات من اللذة تسرى على شرفات العين كاجنحة الفراشات حاملة معها انهار اللبن والعسل وبحار الخمر وقصور الذهب والماس وعلى ارض مملكة النوم الوردية تتجسد اللذة حورية ورغبات صبيانية عن بطل غير خارطة العالم وروض انهارا وبحار, وامتلك ضفائر شهرزاد وسيف شهريار وشراع السندباد!! النوم تلك المملكة الضبابية التى نرتاح فيها ونقلع منها نحو الامل ونصنع عالمنا الزائف فيها, هذه المملكة لا ينغص لذتها السرمدية الا ضيف ثقيل ياتى ليحملنا من جنة الامال الى جهة عمياء مهجورة, انه (حمار النوم)
تلك الاسطورة القديمة التى تضاف الى سجل الاساطير القروية فما هو حمار النوم؟ وكيف يكون شكله؟ ولماذا حمار بالذات؟ وليس اسد او تمساح!! ربما لان الحمار كائن اليف وصديق وفى للانسان الى جانب ان وظيفته فى الاساس هى حمل الاشياء ولهذا تفرغ لمهمة حمل الحالمين!!
لقد نشات الاسطورة كتفسير مبسط لمرض المشى اثناء النوم فعندما يستيقظ الطفل ويجد نفسه بعيدا عن فراشه فانه سيصاب بالرعب وهنا لابد للام ان تقدم له تفسير مطمئن لايرعبه والامهات قديما كن اميات
فاخترعن حكاية حمار النوم ولم يجعلوه اسدا او نمرا حتى لا يرتعب
الاطفال الى جانب ان بلادنا لا يوجد بها اسود او نمور فكان لابد من اللجوء
للبيئة المحيطة واختيار حيوان معروف الا وهو الحمار بكل ما فيه من طيبة
ووداعة وصداقة لاطفال المنزل واسطورة حمار النوم اسطورة عالمية موجودة فى كل
الثقافات وفى كل العصور وان اختلف المسمى ففى اليمن يسمونه (تبيع النوم)
نسبة الى الاتباع حيث يتبعه النائم بلا نقاش وهو عندهم حيوان له قرون
يشبه الثور وفى السودان اسمه حمار النوم كما نسميه نحن وسواء عندنا ام عندهم
فالاسطورة موجودة وقد نشات من
العدم مثلها مثل النداهة والغول وعفريت الطاحون وها نحن قد كبرنا
وكبرت معنا
الحكاية دون ان نفكر من اين للحمار ايدى يحملنا بها لكننا صدقنا وظلت حكاية
العمر متارجحة فى عقولنا, والان وقد قطعنا شوطا كبيرا فى بحار العمر مازالت
الحكاية راسخة فى عقولنا ومازال حمار النوم يطوف حول مخادعنا بانتظام !!!!!
0 تعليقات
شاركنا تعليقك، وتذكر انك محاسب امام الله على ما تكتبه