المواكب الخضراء هائمة فى ملكوت الله, تسلمها الدروب الى
الشوارع, وحيثما حطت غرست تحت النوافذ المدهوشة راياتها الخضراء, كثيرا ما
رايتهم فى مواسم القرب يتنقلون بين البلدان والقرى تسبقهم صلصلة
الصاجات النحاسية, ودوى طبولهم يطرق ابواب القلوب, وبريق سيوفهم يضئ بين
الجموع, ويرقص بين سحابات البخور الصاعدة من المجامر نحو الشرفات الخجولة, مواكب
الشيوخ او الرفاعية او حتى بهلوانات الشوارع!! لايهم الاسم !!المهم انها
مواكب تقتحم العقل والقلب لاول وهلة’ وتلتصق فى ذاكرة الوعى’ وتترك
روائحها القوية فى ذاكرة المكان’ لحنا وعلامة استفهام!!(؟؟) انهم شيوخ يلبسون
الاخضر الذى استقرت على صفحته العديد من الرقع الملونة, ويتوشحون بعمائم خضراء
استقرت اسفل منها عيون شاردة اضناها السهر ولحيِِ شعثاء غير معالمها
الشيب والتراب, يزحفون كجيش يستعد لمعركة, ويرقصون بالسيوف تحت الرايات
الخضراء, ويصنعون من الرقص خوارق!! فيتطاعنون بالسيوف! ويبتلعون انصال
الخناجر! ويداعبون الثعابين! وحين يحتاجون الى المعلم يصرخون( مدد يا رفاعى
مدد!!) فتهيج الجموع وتتعالى الصرخات والتشنجات ويقوى قرع الطبول وتتخدر
الحواس مع نحيب الصاجات واستدعاء البخور لروحانية النفس العليلة وسرعان
ما ينتهى عرضهم الجرئ وتعود السيوف الى اغمادها ويتجه الموكب الزائر الى
الضريح الاخضر تسبقه المباخر وتتعالى الصيحات بالتحية والسلام على عريس
المولد وصاحب الليلة الصاخبة اللامعة بالانوار والعامرة بصحائف اللحوم واشهى
الولائم المجانية, انهم من علامات الموالد واركانه يظهرون فى ميقات معلوم
ويرحلون الى مكان مجهول ويعودون بعد عام كامل فلايخطئون الوقت ولا يضيع
منهم المكان, ربما كانوا مشعوذين او فضوليين ياكلون اموال الناس بالباطل
ولا عمل لهم غير اقتحام الساحات والموالد وربما كانوا اهل دين وعبادة
لكنهم فى كل الاحوال سحرة بارعون تفتح طبولهم قلاع القلوب
وتدك صاجاتهم النحاسية حصون العقل المنيع فتسيح الارواح خلفهم
تستنشق بخور الدهشة من حول
سيوفهم البريئة فتشتعل فى العروق حماسة السفر فى دروب العشق كما
اشتعلت مجامرهم
من قبل بنار التمنى فتخفق الاهداب مع خفقان الرايات الخضراء وتغيب من حولك
الصور وتسقط جميع الاصوات فى قعر بئر عميق ولايبقى من اللوحة الصاخبة الا سحابات البخور
التى تدثر حواسك وهمس الصاجات التى تسحبك نحو عالم اخضر تردد راياته
الخضراء الخفاقة مع المنشد
ته دلالاً فانت اهل لذاك وتحكم فالحسن قد اعطاكا
ولك الامر فاقض ما انت قاض فعلى الجمال قد ولاكا
0 تعليقات
شاركنا تعليقك، وتذكر انك محاسب امام الله على ما تكتبه