حجازة اسم يحمل الكثير لأصحـــابه فهي ليست مجرد قرية إنما هـــــي
ملحمة وكيان بزغ في فضاء الوجـــــود معلنا عن نفسه بقوة, كل النــــاس وولدوا ليجدوا
قراهم جاهزة في انتظارهم, أرثا أخذوه كابر عن كابر, إما حجارة فقد ولدت من رحم
العدم ,ومن رحم القسوة البيئية, أوجدتها الحاجة والعزيمة عند فرســــان كانوا
يعيشون في مجتمع أخر اشد قسوة, هـــؤلاء النــــــاس حين حـــاصرتهم الظروف
الصعبة قرروا الهجرة من جزيرتهم القاحلة إلى ارض الميعاد, ففي الأرض مغانم
كثيرة, وهكذا جاءوا يحملون موروثهم الثقافي وأحلامـــــهم ,ويحملون في أصلابهــم نطف
عظيمة ,هي انتم وأقامـــوا على ارض وادي النيل صرحهم الحجازي, وادي النيل الذي لم
يقفل بابه في وجه احد ,الفاتح
أحضانه وأغصانه لكل الطيور, وهـــــكذا بعد صراعات ودماء وبطولات اقيــم هذا الصرح
الممتد أمام أعينكم ألان, بسكانه الذين تعدوا الخمسين الف نسمة, واراضيهــــــا التى تعـدت
التسعة الاف فدان, انها ليست مجرد قرية! انهــا روح طيبة لاناس اطيب! وعقول اتحدت على الحـــــب,
وشعارات لفرسان نقشوا على صخر التاريخ اعظم ملحمة ,انا وانت وهى كلنا نتائج
لهـــــا ,ومن هناك حيث السيف والشرف الى هنا الى حجــــــــازة ما بعد الفين
ميلادية هناك فروق كثيرة!!! حجازة الجديدة متشرذمة على نفسها تخنقها العصبيات
ويستشرى فيها قانون الانا, واصبحنا نرى الانانية تخيم على دواوينها,
ومؤامرات تحاك بليل ضد هذ البلد الطاهر, ففرسان الامس جعلوها فوق كل شئ ,وظلال الفرسـان
اليوم جعلوها مباحة لكل شئ, وشتـــان ما بين كرم الامس وكرم اليوم, بين حب
الامس وكراهية اليوم ,بين اخلاق الامس واخلاق اليوم, يا احفــاد الفرسان والرهبان
سيف الجد لم يعرف معنى الظلم, لم يعرف الا ان يكــــون مظلة يستظل تحتها
المظلومون والمحتاجون, جـدى وجــدك لم يغلقوا ابوابهم فى وجه احد, ولم يحقدوا
على احد, ودخلوا التاريخ مناوسع ابوابه!! فلمـــاذا نخرج الان من باب الحديقة!! لماذا لاتعود البسمة والكرم
؟!لماذا لانزرع
فى وادينا اخلاق الفرسان؟! ونعمل كلنا من اجلها من اجل عروس
القرى! لقد دفع اجدانا مهرها غالى فلا تسرقوا الحناء من كف العروس!, وعودوا الى نبع الجــــــــدود
وانهلوا منه واغسلوا قلوبكم من الحقد والحسد, وتتبع عورات الناس,انهضوا
باولادكم وبناتكم على حـــب الخير, واتركوا القبيلة جانبا الى وقت الحاجة,
واجعلوا حجــــــازة فوق كل هدف, لنهدى احفادنا ذكريات جميلة! نعبئ بها خيالهم وهم
فاغرى الافواه حول نار المدفئة فى ليالى الشتاء الحانية ناظرين بقدسية كما
نظرنا نحن من قبل الى الجد وهو يحكى ويسرد من جديد تاريخ الفرسان.
0 تعليقات
شاركنا تعليقك، وتذكر انك محاسب امام الله على ما تكتبه