مهنة من عصر الف ليلة وليلة وظاهرة لم ارها او اسمع بها الا فى حجازة ونواحيها وامراة كثيرا ما رايتها فى صغرى متشحة بالسواد تحمل فوق راسها قفة وعلى وجهها وشم وفى انفها قطعة ذهب تشرق بانوار الكبرياء كانت تجوب الشوارع والدروب وصوتها المبحوح يعلن عن مهنتها وكانت تطرق ابواب البيوت لتخبر النساء ان فى اذان اولادهن ديدان وتبدء بوضع يدها المخضبة على اذن الطفل وسرعان ما يتعالى بكاؤه وتظهر فى ملامحه علامات الالم وحين ترفع يدها تتقافز الديدان نحو الارض وتسكن حركة الطفل وتعلو وجهه ابتسامة شاحبة مرعوبة وترتسم على وجوه العائلة كل علامات الاستغراب كانت تقوم باخراج الديدان من الجميع كبيرا وصغيرا والغريب ان الجميع كانوا مصابين من وجهة نظرها وابدا ما كانت تقول لاحد ما انت غير مصاب وبعد انتهاء الاستعراض كانت تغادر الى رحاب الله راضية باى شئ واقل شئ طعام او دقيق او حتى بضع كاسات من الحليب او المش وبعد خروجها تعود الاسئلة لتتلاطم فى العقول من جديد هل تسكن الديدان فى الاذن؟؟ وهل هذه الظاهرة منتشرة بهذه الغزارة؟؟ وكيف لا يتالم المريض ولايشعر بها الا عند قراءة التعاويذ والطلاسم؟؟ ولقد قام الكثير من الاهالى بمحاولة استيضاح الامر وكنت احد الحاضرين فى مرة من المرات وقام الاهالى بقراءة القراءن قبل الاستخراج وبعده لابطال السحر وقاموا بالقاء الديدان المستخرجة فى اوانى المياة المرقية واحرقوها حتى انبعثت منها رائحة الشواء واتضح لهم ان المراة ليست ساحرة كما يبدو اما من الناحية العلمية فقد ذكر ابن سينا ديدان الاذن وتكلم عنها والطب الحديث رصدها واستخرج الكثير منها جراحيا كما فى احدى مستشفيات الامارات العربية وفى السعودية اكتشفوا نوع من البقع الحمراء الملتهبة عند رعاة
الغنم وعند فتحها تخرج منها يرقات ذباب حية وديدان وذكرت الصحف ان عنكبوتا اقام فترة داخل اذن امراة لكن مابين تشكك العقل وتصديق
العين يعود السؤال ليطرح نفسه هل كانت هذه المراة طبيبة من اطباء
الطب الشعبى البديل رغم انها لم تكن تعطى علاجا حسيا ملموسا او تجرى جراحات بسيطة بل كان كل ما تداوى به المرضى هو همهمات غير مفهومة وتلاوات غير واضحة النبرات تنفثها فى اذن المريض هل كانت حقا دوادة ام ساحرة مهرطقة هبطت على قريتنا الامنة فى زمن اختفت فيه محاكم التفتيش وغابت فيه سطوة الكهنوت الى الابد!!!
0 تعليقات
شاركنا تعليقك، وتذكر انك محاسب امام الله على ما تكتبه